من نحن |
|
اسم الکتاب: أُصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية
المؤلف: الأُستاذ جعفر السّبحاني
الجزء: ۱
الصفحة: ۷٣
أو ماكان مشهوراً عند المحدّثين و غيرهم، كحديث «إنّما الأعمال بالنيّات» الذي هو من الروايات المشهورة بين المحدّثين و المفسّرين والفقهاء والعرفاء. وأمّا إذا كان مشهوراً عند غيرالمحدّثين ولاأصل له، فهو داخل في الضعيف، وهذا كالنبويّات المعروفة في كتب العبادات و المعاملات من الفقه، أعني قوله: أ ـ إقرار العقلاء على أنفسهم جائز. ب ـ لا يحل مال امرئ مسلم إلاّ بطيب نفسه. ج ـ الصلاة لاتترك بحال. إلى غير ذلك من الأحاديث المشهورة التي هي مراسيل معروفة، ولا سند لها، نعم ورد في ذيل صحيحة زرارة في حقّ المستحاضة أنّ أبا جعفر قال :... وإلاّ فهي مستحاضة تصنع مثل النفساء سواء، ثم تصلّي ولا تدع الصلاة على حال، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « الصلاة عماد دينكم»[1]، فجرّد الحديث من الرواية وحرّف وصار كما سمعت[2]. وهل لمجرد شهرة الرواية ـ مع كونها مسندة ـ قيمة في مقام الإفتاء،أو أنّه يشترط أن يضمّ إليها عمل المحدّثين والمفتين؟ وإلاّ فلو نقلوا بلا إفتاء على مضمونها فهو يورث شكّاً في صحتها، بل يوجب ـ على التحقيق ـ خروجها عن الحجّية، وفيه بحث طويل و قد استوفيناه في البحوث الاُصوليّة من قسم حجّيّة الشهرة. [1] الحر العاملي: وسائل الشيعة:2، الباب 1 من أبواب الاستحاضة الحديث 5. |
|