اسم الکتاب: خلاصة الأقوال
المؤلف: العلامة الحلی متوفی ۷۲٦ ه.ق
الجزء: ۱
الصفحة: ۷
السلطان في تمام مماليكه بتغيير الخطبة واسقاط أسامي الثلاثة عنها
وبذكر أسامي أمير المؤمنين وسائر الأئمة ( عليهم السلام ) علي المنابر ، وبذكر
" حي علي خير العمل " في الاذان ، وبتغيير السكة وحذف أسماء الثلاثة
منها ونقش أسماء الأئمة ( عليهم السلام ) فيها .
وبقي العلامة ملازما له وشرع بتشييد أساس الحق وترويج المذهب
وكتب عدة كتب ورسائل بطلب منه ، كمنهاج الكرامة ونهج الحق
والرسالة السعدية ( 1 ) .
وفي سنة 716 ه توفي السلطان خدابنده ورجع العلامة إلي مدينة
الحلة واشتغل فيها بالتدريس والتأليف وتربية العلماء ، ولم يخرج منه
منذ رجوعه إليها حتي وفاته ، الا إلي الحج الذي كان في أواخر عمره ،
وبقي علي هذه الوتيرة إلي أن وافاه الاجل في المحرم سنة 726 ه .
1 - لما وصل هولاكو إلي بغداد - قبل ان يفتحها - هرب أكثر أهل الحلة الا القليل منهم ،
فكان من جملة القليل والد العلامة والسيد مجد الدين ابن طاووس والفقيه ابن أبي العز ، فاجمع
رأيهم علي مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت ولايته ، فانفذ السلطان إليهم فرمانا مع
شخصين بان يحضروا عنده ، فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال ، فصعد والد العلامة إليه ،
فلما حضر بين يديه - وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة - قال : كيف قدمتم علي
مكاتبتي والحضور عندي قبل ان تعلموا بما ينتهي إليه أمري ، ثم ذكر والد العلامة رواية عن
علي ( عليه السلام ) الواردة في تسلط قوم صغار الحدق علي بغداد ، فلما سمع هولاكو الكلام كتب لهم
فرمانا باسمه يطيب قلوب أهل الحلة ، وهذا التدبير من والد العلامة أدي إلي المحافظة علي
الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين وما فيها .
وبعدها الف السيد مجد الدين محمد بن طاووس كتاب البشارة وأهداه إلي هولاكو ، فأنتجت
هذه الخطوة ان رد هولاكو شؤون النقابة إلي هذا السيد ، وبعدها قام الخواجة نصير الطوسي
باقناع هولاكو باعتناق الدين الاسلامي ، فاسلم هولاكو ومن معه من المغول ، وبعد ذلك جاء
دور العلامة وذلك عند ما طلق السلطان خدابنده زوجته ثلاثا واجمع علماء المذاهب علي
وجوب المحلل ، ثم جاء العلامة وباحث علماءهم وبعده تشيع السلطان وأكثر من معه .
|